للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالخلافة، فإنه قتل؛ وإنما وصل لغيره، وهو علي -رضي اللَّه عنه- (ثم وصل) بضم الواو وكسر الصاد مبني للمجهول (فعلا به) إلى السماء (قال أبو بكر -رضي اللَّه عنه-: بأبي وأمي) أي: أفديك بأبي وأمي من المكاره والمساوئ، واللَّه (لتدعني) بفتح اللام جواب القسم، وتشديد نون التوكيد (فلأعبرنها) هذِه الفاء زائدة، وتصح أن تكون هذِه اللام لام الأمر.

قال القرطبي: ولا تكون لام القسم؛ لما يلزم من فتحها، ومن دخول نون التوكيد في فعلها (١). قال ابن بطال: فيه أنه لا بأس للتلميذ أن يقسم على أستاذه أن يدعه يفتي في المسألة؛ لأن هذا القسم إنما هو بمعنى الرغبة والتدرب، وفيه جواز فتوى المفضول بحضرة الفاضل إذا كان مشارًا له بالعلم والإصابة (٢).

(فقال: اعبرها) بسكون العين وضم الموحدة (قال: أما الظلة فظلة الإسلام) لأن الظلة نعمة من نعم اللَّه على أهل الجنة، وكذلك كانت على بني إسرائيل، وكذلك كانت تظل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أينما مشى قبل نبوته، تقي الأذى وتنعم المؤمنين في الدنيا والآخرة (وأما ما ينطف من السمن والعسل فهو القرآن لينه) بكسر اللام (وحلاوته) الظاهر أن اللين عائد على السمن، والحلاوة العسل، فأما اللين فظاهر في الزبد والسمن، وأما العسل فاللَّه جعله شفاء للناس، وقال في القرآن: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} (٣)، [وهو أبدًا حلو على الأسماع كحلاوة


(١) "المفهم" ٦/ ٣١.
(٢) "شرح ابن بطال" ٩/ ٥٦٢.
(٣) يونس: ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>