للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: "عقرى حلقى" (١)، و"تربت يمينك" (٢) مما هو جارٍ على اللسان حال الغضب من غير قصد الوقوع للمخاطب به.

(ويرضى فيقول في) حال (الرضا لناس من أصحابه) ممن وقع منه فسق قاصر بينه وبين اللَّه: لا تلعنوه، ونحوه، كقوله (٣) لشارب الخمر المضروب: لعنه اللَّه ما أكثر ما يشرب: "لا تكن عونًا للشيطان على أخيك" (٤)، وما في معناه إشارة إلى أن الرفق في حقه أولى من العنف والتغليظ، ثم قال لحذيفة (أما تنتهي) عن هذا الكلام (حتى تورث رجالًا) من أصحابك (حب رجال) ليسوا بمرضيين، (و) تورث (رجالًا) من أصحابك (بغض رجال) مرضيين (وحتى توقع) بين أصحابك (اختلافًا) بينهم (وفرقة) بضم الفاء، من اختلاف كلمتهم، وتشعب أهويتهم (وقد علمت) يا حذيفة (أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خطب) يومًا (فقال: أيما رجل) بالجر (من أمتي سببته سبة) واحدة (أو لعنته لعنة) واحدة (في) حال (غضبي) عليه (فإنما أنا) رجل (من بني آدم) (٥) مجبول على جبلتهم (أغضب كما يغضبون) وأرضى كما يرضون. ولفظ مسلم: "اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر، فأي المسلمين لعنته أو سببته أو جلدته، فاجعل ذلك له كفارة ورحمة" (٦).


(١) رواه البخاري (١٥٦١)، ومسلم (١٢١١) من حديث عائشة.
(٢) رواه البخاري (١٣٠)، ومسلم (٣١٣) من حديث أم سليم.
(٣) بعدها في (ل) بياض بمقدار كلمة.
(٤) رواه البخاري (٦٧٨١) من حديث أبي هريرة.
(٥) بعدها في (ل)، (م): نسخة: ولد آدم.
(٦) "صحيح مسلم" (٢٦٠١/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>