للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرع لم يعين ذلك العدد لنا ولا فصله، وقد تكلف بعض المتأخرين فتصفح خصال الشريعة وعدها حتى انتهى بها إلى هذا العدد، ولا يلزم ذلك؛ لإمكان الزيادة والنقصان. وزاد في الصحيحين: "شعبة" (١)، وذكر الترمذي هذا الحديث وسمى الشعبة بابًا، فقال: "الإيمان بضع وسبعون بابًا" (٢)، والشعبة الخصلة، فالمراد أن الإيمان ذو خصال محدودة.

(أفضلها) أي: أفضل شعب الإيمان (قول: لا إله إلا اللَّه) وهي أعلاها؛ لأن كلمة التوحيد منها يتشعب الإيمان، وهي قطب أركان الإسلام (وأدناها: إماطة) أي: إزالة (العظم عن الطريق) وفي معناه الحجر والشوك وكل ما يؤذي المسلمين في طريقهم، ولهذا جاء في رواية الصحيحين: "إماطة الأذى عن الطريق" (٣) وهو عام في كل ما يؤذي، والعظم فرد من أفراد ما يؤذي، فمن رفع عظمًا أو حجرًا أو شوكة من طريق المسلمين، وقال في حال رفعها [من الطريق] (٤): لا إله إلا اللَّه، فقد جمع بين الأعلى والأدنى، وبين فضيلة اللسان واليد.

(والحياء شعبة من الإيمان) كما قال الجنيد: رؤية الآلاء، أي: النعم، ورؤية التقصير يتولد بينهما حالة تسمى الحياء، وإنما جعل من الإيمان، وإن كان غريزة؛ لأنه قد يكون تخلقًا واكتسابًا كسائر أعمال


(١) البخاري (٩)، مسلم (٣٥).
(٢) "سنن الترمذي" (٢٦١٤).
(٣) هي عند مسلم (٣٥/ ٥٨).
(٤) ساقطة من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>