للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البر، وقد يكون غريزة، ولكن استعماله على قانون الشريعة يحتاج إلى نية وعمل، وأول الحياء وأولاه من اللَّه تعالى، وهو ألا يراك حيث نهاك، وذلك لا يكون إلا عن معرفة باللَّه ومراقبة، وهي المعبر عنها بقوله: "أن تعبد اللَّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (١).

[٤٦٨٢] (٢) (ثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد) القطان (عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن (عن أبي هريرة قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أكمل المؤمنين) أي: من أكمل المؤمنين (إيمانًا) كما صرح به في رواية الترمذي والحاكم وقال: صحيح على شرطيهما. لكن من رواية عائشة (٣)، ولفظ البخاري: "إن من خيارلم أحسنكم أخلاقًا" (٤). (أحسنهم أخلاقا) (٥) جمع خلق، وهو عبارة عن أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره ويخالطه، وهي منقسمة إلى محمودة ومذمومة، فالمحمود منها صفات الأنبياء والأولياء والصالحين كالصبر عند المكاره، والحلم عند الجفاء، وتحمل الأذى، والإحسان للناس والتودد لهم، والمسارعة في قضاء حوائجهم، والرحمة بهم، والشفقة عليهم، واللين في القول، والتثبت في الأمور، ومجانبة المفاسد والشرور، والقيام على


(١) رواه البخاري (٥٠، ٤٧٧٧)، ومسلم (٩، ١٠) من حديث أبي هريرة.
(٢) الحديث رقم (٤٦٧٧) سيأتي بعد الحديث (٤٦٨٥).
(٣) "سنن الترمذي" (٢٦١٢)، "المستدرك" ١/ ٥٣.
(٤) البخاري (٣٥٥٩)، مسلم (٢٣٢١) من حديث عبد اللَّه بن عمرو.
(٥) في (ل، م): (خلقا) نسخة. وهو ما في المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>