للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهي قبيلة كبيرة منها عبد اللَّه بن مغفل -فاعل ومفعول-، المزني، ومغفل والنعمان وسويد بنو مقرن المزني (أو) من قبيلة (جهينة) قبيلة من قضاعة (فقال: يا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: فيم) أي: في أي شيء (نعمل؟ ! ) لفظ مسلم: فيم العمل اليوم (١)؟ ! . وفي رواية: أرأيت ما يعمل الناس ويكدحون فيه (٢)؟ ! .

ومقتضى هذا السؤال أن جميع ما يقع ويصدر من أعمال الآدميين من أمر الدنيا والآخرة، وما يترتب عليه الثواب (أفي شيء قد خلا أو) قال: قد (مضى أو) في (شيء يستأنف الأن؟ ! ‍) يعني: هل سبق في علم اللَّه تعالى بوقوعه ومضى، وخلا ونفذت مشيئته، أو ليست كذلك بل أفعالنا مستأنفة صادرة عنا بقدرتنا ومشيئتنا، والثواب والعقاب مرتب عليها بحسبها، وهذا المذهب الثاني هو مذهب القدرية، وقد أبطل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا المذهب حيث (قال) بل (في شيء قد خلا) فيما سبق من علم اللَّه تعالى (ومضى) في أزل الآزال وجرت به المقادير، وجفت به أقلام الكتبة في اللوح المحفوظ فقال (فقال الرجل: أو) قال (بعض القوم) الحاضرين (ففيم العمل؟ ) يا رسول اللَّه (قال: إن) من شؤونهم أنهم (من أهل الجنة) في الآخرة، فإنهم (ييسرون) أي: يهيئ اللَّه لهم (لعمل أهل الجنة) وهي أفعال الخير (وإن أهل النار) الذين سبق في علم اللَّه أنهم من أهلها (ييسرون لعمل أهل النار) فطوبى لمن قضى اللَّه له بالخير ويسره [عليه، وويل لمن قضى عليه بالشر


(١) مسلم (٢٦٤٨).
(٢) مسلم (٢٦٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>