للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القرطبي: هذا العامل المذكور لم يكن عمله صحيحًا في نفسه، وإنما كان رياءً وسمعة، ولهذا جاء في رواية البخاري في غزوة خيبر (١): إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار (٢). (حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع أو قيد ذراع) المراد بالذراع التمثيل للقرب من موته ودخول عقبيه إلى تلك الدار، والمراد أن هذا الحديث قد يقع في النادر من الناس لا أنه الغالب فيهم، ومن لطف اللَّه [أن] (٣) انقلاب الناس من الشر إلى الخير كثير، ومن الخير إلى الشر في غاية الندور، ويستفاد من هذا الحديث الاجتهاد في الإخلاص والتحرز من الرياء، وترك العجب بالأعمال، والركون إليها خوفًا من سوء الخاتمة.

(فيسبق عليه الكتاب) من اللوح المحفوظ (فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) أي: فيموت وهو على عمل أهل النار فيدخلها بعمله الذي ختم له به.

[٤٧٠٩] (ثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن يزيد) بن أبي يزيد الضبعي (الرشك) بكسر الراء هو بالفارسية ومعناه القسام، كان يقسم الدور، ومسح مكة قبل أيام الموسم فبلغ كذا، ومسح أيام الموسم فإذا قد زاد كذا (٤) (أبنا مطرف، عن عمران بن حصين رضي اللَّه عنهما قال: قيل لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يا رسول اللَّه) وفي بعض النسخ بحذف: (يا رسول اللَّه)


(١) "صحيح البخاري" (٤٢٠٢، ٤٢٠٧).
(٢) "المفهم" ٦/ ٦٥٣ - ٦٥٤.
(٣) زيادة يقتضيها السياق.
(٤) انظر: "الجرح والتعديل" ٩/ ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>