والجزم بأنه من أهل الجنة دون تعليق بالمشيئة، ولم يرض ذلك منها لما فيه بالحكم من الغيب والقطع بإيمان أبوي الصبي أو أحدهما، إذ هو تبع لهما، ويحتمل أنه قال ذلك قبل أن يعلم حكم أولاد المؤمنين.
ومنه إرشاد الأمة إلى التوقف عند الأمور المبهمة والسكوت عنها إلى أن يرد الحكم.
(يا عائشة، إن اللَّه تعالى خلق الجنة وخلق لها أهلًا، وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم) لا يعارض هذا ما تقدم أنه يكتب وهو في بطن أمه شقي أو سعيد؛ لما تقرر من أن قضاء اللَّه وقدره راجع إلى علمه وقدرته، وهما أزليان لا أول لهما، ومقصود هذِه الأحاديث كلها أن قدر اللَّه سابق على حدوث المخلوقات، وأن اللَّه يظهر من ذلك ما شاء لمن شاء متى شاء قبل وجود الأشياء (وخلق النار) ظاهره أنه خلقها والجنة قبل خلق الموجودات (وخلق لها) أي: لأجل دخولهم فيها (أهلًا) معينين عند اللَّه تعالى (وخلقها لهم وهم) هذِه الواو واو الحال. أي: خلقها لهم في حال كونهم في أصلاب آبائهم وآباء آبائهم وإن علوا.
[٤٧١٤](ثنا) عبد اللَّه بن مسلمة (القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد) عبد اللَّه بن ذكوان المدني (عن) عبد الرحمن (الأعرج، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كل مولود (فإنه (يولد على الفطرة) وهي لغة: الخلقة، والمراد بقوله تعالى:{فِطرَتَ اللَّهِ}(١) أي: خلقة اللَّه. بدليل