للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هي البنت المدفونة حية، سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيوئدها أي: يثقلها حتى تموت، من قولهم: وأد البنت يئدها، وهو مقلوب من أأد يوئد إذا أثقل. قال اللَّه تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} (١) (في النار) هذا الحديث له سبب، وهو أن ابني مليكة الجعفيين، واسم أحدهما سلمة بن يزيد بن مشجعة لما أسلما وفدا على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقالا له: إن أمنا وأدت بنتًا لها. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الوائدة والموؤودة في النار" (٢) أما الأم فلأنها كانت كافرة وأما البنت فلاحتمال كونها بالغة كافرة أو غير بالغة لكن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أخبر أنها من أهل النار إما بوحي أو غيره، فلا يجوز الحكم على أطفال الكفار بأن يكونوا من أهل النار بهذا الحديث؛ لأن هذِه واقعة عين في شخص معين، فلا يجوز إجراؤه في جميع الموؤدين، بل حكمهم على المشيئة بما سبق في علم اللَّه تعالى، وقد يحتج بهذا الحديث من يقول: إن أولاد المشركين في النار فيأخذ بعمومه، والصحيح لا حجة فيه لوروده على سبب كما تقدم.

(قال يحيى) بن أبي زائدة (قال أبي) زكريا بن أبي زائدة (فحدثني أبو إسحاق) عمرو بن عبد اللَّه السبيعي الهمداني (أن عامرًا) بن شراحيل الشعبي (حدثه بذلك) ووصله (عن علقمة) بن قيس (عن) عبد اللَّه (ابن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) بهذا الحديث.


(١) البقرة: ٢٥٥.
(٢) رواه أحمد ٣/ ٤٧٨، والنسائي في "السنن الكبرى" ٦/ ٥٠٧، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٤/ ٤٢١ (٢٤٧٤)، وابن بشران في "الأمالي" (١٤٧٠)، والبيهقي في "القضاء والقدر" (٦٢٠)، وابن عساكر في "المعجم" ٢/ ٩٠٢.
وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٤٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>