للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة، هذا اللَّه فمن خلق اللَّه؟ قال: فأخذ حصًى بكفه فرماهم ثم قال: قوموا، صدق لخيلي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).

(فمن وجد من ذلك) الوسواس (شيئًا فليقل: آمنت باللَّه) أمر بتذكر الإيمان الشرعي والإعراض عن هذا الخاطر الباطل واشتغال القلب بالإيمان الحقيقي؛ لتمحى تلك الشبهات وتضمحل تلك الترهات، وهذِه كلها أدوية للقلوب السليمة الصحيحة المستقيمة التي تعرض الشبهات لها ولا تمكث فيها، فإذا استعملت هذِه الأدوية على نحو ما أمر الشارع به بقيت القلوب على صحتها وانحفظت سلامتها، فأما القلوب التي تمكنت منها أمراض الشبه ولم تقدر على دفع ما حصل بها بهذِه الأدوية المذكورة فلابد من مشافهتها بالدليل العقلي والبرهان القطعي، كما فعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-[حين] (٢) خالطته شبهة الإبل الجرب حين قال له: "لا عدوى" فقال أعرابي: فما بال الإبل تكون في الرمل كالظباء فإذا دخل فيها البعير الأجرب أجربها؟ ! فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فمن أعدى الأول" (٣) فاستأصل (٤) الشبهة من أصلها، وموضع هذا أصول الدين.

[٤٧٢٢] (حدثنا محمد بن عمرو) بن زنيج بزاي ونون وجيم، مصغر، الرازي، أخرج له مسلم (ثنا سلمة بن الفضل) الأبرش


(١) مسلم (١٣٥).
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) رواه البخاري (٥٧١٧، ٥٧٧٠، ٥٧٧٥)، ومسلم (٢٢٢٠) من حديث أبي هريرة.
(٤) بعدها في الأصول قطع ولا وجه لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>