للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاحب الجريمة (شأن اللَّه تعالى) أي: أمر اللَّه وخطبه (أعظم من ذلك) وأجل قدرًا (ويحك أتدري ما اللَّه؟ ! ) قال الخطابي (١): معنى قوله: (أتدري ما اللَّه)؟ ! معناه: أتدري ما عظمة اللَّه وجلاله؟ ! وأشار إلى أن ظاهر الحديث فيه نوع من الكيفية، والكيفية عن اللَّه وعن صفاته منتفية، وإنما هو كلام تقرير أريد به تقرير عظمة اللَّه، وجلاله -سبحانه وتعالى- منزه عن الكيفية ثم قال: (إن عرشه) تعالى (على سماواته) أي: العرش فوق السماوات (لَهكذا) بفتح اللام، التي هي جواب القسم محذوف (وقال) أي: أشار -صلى اللَّه عليه وسلم- (بأصابعه) الخمس فجعلها (مثل) بالنصب (القبة).

قال البيهقي: التشبيه بالقبة إنما وقع للعرش المظلة عليه (٢). أي: العرش مظلل على سطح السماوات كالقبة المظلة على السقف من البيت ونحوه، ولا يجوز إعادة الضمير في (عليه) على اللَّه تعالى كما يزعم المبطلون (وأنه) أي: أن العرش (ليئط به أطيط الرحل) وهو في الأصل قتب البعير، أي: للعرش صوت مثل صوت قتب البعير (بالراكب) الثقيل عليه من عظم مهابة اللَّه وجلاله، ومنه الحديث الآخر: "العرش على منكب إسرافيل وإنه ليئط أطيط الرحل الجديد" (٣) يعني: كور الناقة، والعادة أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله، وفي الحديث: "أطت السماء وحق لها أن تئط" (٤) يعني: أن ما في السماء من الملائكة قد أثقلها


(١) "معالم السنن" ٤/ ٣٠٢.
(٢) "الأسماء والصفات" ٢/ ٣١٩.
(٣) ذكره ابن الأثير في "النهاية" ١/ ٥٤.
(٤) رواه الترمذي (٢٣١٢)، وأحمد ٥/ ١٧٣، والبيهقي ٧/ ٥٢، وفي الشعب ١/ ٤٨٤ =

<<  <  ج: ص:  >  >>