تلِفت من الجوع، وفي رواية: جاعت (العيال، ونهكت) بضم النون، وكسر الهاء، أي: نقصت (الأموال) من الجدب (وهلكت) بفتح اللام (الأنعام) وهي الإبل والبقر والغنم، وأصلها الإبل لنعومة جسمها، (فاستسق اللَّه تعالى لنا) والاستسقاء طلب السقيا والسقي من السماء (فإنا نستشفع بك على اللَّه) والاستشفاع طلب الشفاعة، أي: نطلب الشفاعة بك لحرمتك على اللَّه تعالى ([ونستشفع] (١) باللَّه عليك) فتكون (على) بمعنى (إلى) أي: نجعلك شفيعنا إلى اللَّه تعالى؛ ليحصل مقصودنا، وينجح أملنا.
(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ويحك) بالنصب، كلمة ترحم (أتدري ما تقول؟ ! ) استفهام إنكار عليه لكثرة مبالغة في وصفه (وسبح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) أي: قال: سبحان اللَّه سبحان اللَّه (فما زال يسبح اللَّه تعالى) أي: يكرر التسبيح (حتى عرف) بضم العين، وكسر الراء، مبني للمجهول، (ذلك) الذي كرهه منهم (في وجوه أصحابه) أي: ما زال يكرر التسبيح حتى عرف التغير في وجوه أصحابه كأنهم توسموا منه أنه غضب من هذا السؤال فخافوا من غضب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، حتى رق لهم وأشفق عليهم، فقطع التسبيح وبين عظمة الرب سبحانه (ثم قال) للأعرابي (ويحك إنه لا يستشفع) بضم أوله، وفتح ثالثه (باللَّه تعالى على أحد من خلقه) فإنه أعظم من ذلك؛ بل يستشفع بخلقه عليه؛ لأن الشافع في الغالب دون المشفوع إليه، والشفاعة فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة هي سؤال الشافع المشفوع إليه في تجاوزه وصفحه عن