للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨)} (١) وبقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} (٢) وأجاب أهل السنة بأن هذِه الآيات في حق الكفار جمعًا بين الأدلة، فإن الأحاديث الصحيحة صريحة في إخراج من استوجب النار (فيدخلون) بفتح الياء وضم الخاء (الجنة ويسمون الجهنميين) (٣) بفتح الجيم، وللبخاري: "فيسميهم أهل الجنة الجهنميين" (٤) وهذِه التسمية بالجهنميين للتمييز عمن لم يدخل النار لا لاحتقارهم والازدراء بهم، فإن مثل هذا لا يحصل في دار النعيم.

[٤٧٤١] (ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان) (٥) طلحة بن نافع الواسطي (عن جابر) بن عبد اللَّه (قال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون) وكذا في "صحيح مسلم" (٦) وهذا مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ويتمتعون بذلك وبغيره من ملاذ نعيمها تنعمًا دائمًا لا انقطاع له أبدًا، وأن تنعمهم بذلك على هيئة تنعم أهل الدنيا إلا ما بينهما من التفاضل في اللذة التي لا تشارك نعيم الدنيا إلا في التسمية، خلافًا للمبتدعة.

* * *


(١) المدثر: ٤٨.
(٢) غافر: ١٨.
(٣) بعدها في (ل)، (م): الجهنميون، وفوقها: خـ.
(٤) البخاري (٦٥٥٩).
(٥) فوقها في (ل): (ع).
(٦) "صحيح مسلم" (٢٨٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>