للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَاهَدُوا مِنْكُمْ} (١) ومعنى: (لما (٢) يلحد): لم يجعل فيه اللحد، وهو الذي يعمل في جانب القبر من جهة اليمين، ليوضع فيه الميت؛ لأنه [قد أميل به] (٣) عن وسط القبر إلى جانبه.

(فجلس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجلسنا حوله) ظرف، الجهات المحيطة به يمينًا وشمالًا (كأنما على رؤوسنا الطير) وصفهم بالسكون والوقار، تقول: لم يكن فيهم طيش ولا خفة. وذلك لأن الطير لا يكاد يقع إلا على شيء ساكن. قال الجوهري: كأن على رؤوسهم إذا سكنوا من هيبته، وأصله أن الغراب يقع على رأس البعير فيلقط من الحلمة، فلا يحرك البعير رأسه، لئلا ينفر عنه الغراب. انتهى (٤).

ويحتمل أن يكون شبههم بمن قعد على رأسه طائر، فهو يبالغ في السكون، لئلا يتحرك فينفر عنه الطائر.

(وفي يده عود ينكت) بالمثناة آخره (به الأرض) أي: يضرب بطرفه الأرض، ليؤثر فيه، وهو فعل المفكر في أمر عظيم يحدث نفسه به، وناهيك بذكر الموت وعظم خطره والتفكر فيه (فرفع رأسه) وفي رواية: فجعل يرفع بصره وينظر إلى السماء ويخفض بصره وينظر إلى الأرض، ثم قال: "أعوذ باللَّه من عذاب القبر" (٥) (ثم قال: استعيذوا


(١) آل عمران: ١٤٢.
(٢) في الأصول: ولم.
(٣) مكانها بياض في (م).
(٤) "الصحاح" ٢/ ٧٢٨.
(٥) رواه الطيالسي في "المسند" ٢/ ١١٤ (٧٨٩)، ومن طريقه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (٢٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>