للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعود اللبن إلى الضرع، وقوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} (١) ويكون من باب الاستعارة.

ويحتمل أن يكون ارتداد السهم إلى فوقه كناية عن القتال. والمعنى أنهم لا يردون إلى الدين إلا بالقتال بالسهام، فإن الدين لم يقم إلا بالسيف والسهام وما في معناهما، وهؤلاء (هم شر الخلق) أو من شر الخلق. والخلق: الناس (والخليقة) البهائم. وقيل: الخلق والخليقة بمعنىى واحد، ويريد بهما جميع الخلائق.

(طوبى) قيل: هي شجرة في الجنة، وأصلها فعلى بكسر الفاء، فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوًا (لمن قتلهم وقتلوه) الواو بمعنى (أو) التقدير: طوبى لمن قتلهم أو قتلوه، فمن قتلهم فقد أتى بفرض الكفاية في قتلهم، ومن قتلوه مات شهيدًا (يدعون إلى كتاب اللَّه) وهو القرآن، أو دين الإسلام (وليسوا منه في شيء) أي: ليسوا على شيء مما يدعون (٢) إليه، فهو نظير قوله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (٣) وقوله تعالى حكاية عن شعيب في قوله: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} (٤) قال ابن عباس: معناه: ما أريد أن أفعل ما أنهاكم عنه (٥). فكلا الحالين مذموم أن يأمر بشيء ولا يفعله، أو ينهى عن


(١) الأعراف: ٤٠.
(٢) في الأصول: يدعوا. والمثبت هو الصواب.
(٣) الصف: ٢.
(٤) هود: ٨٨.
(٥) انظر: "الوسيط" للواحدي ٢/ ٥٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>