للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الحديث دليل على أن الشيطان له تأثير في تهييج الغضب وزيادته حتى يحمله على البطش بالمغضوب عليه أو إتلافه، فإذا تعوذ الغضبان باللَّه من الشيطان الرجيم وصح قصده بذلك، وعلم اللَّه صدق نيته، فهو أكرم من أن يخذل من استجار به.

(قال) الراوي (فجعل معاذ) بن جبل (يأمره) بذلك (فأبى) أن يستعيذ من الشيطان؛ لعدم توفيقه (ومحك) بفتح الميم والحاء المهملة والكاف، ومضارعه يمحك بفتح الحاء كذا في "ديوان الأدب" والمحك: اللجاج (١). وقد محك يمحك وأمحكه غيره، ومنه حديث علي -رضي اللَّه عنه-: لا تضيق به الأمور ولا تمحكه الخصوم.

(وجعل يزداد غضبًا) لجهله فهم معنى الاستعاذة، وفائدة التلفظ بها، فامتنع منه؛ لأنه من جفاة الأعراب الذين قلوبهم من الفقه والفهم خراب، ولهذا جاء في رواية الصحيحين والرواية الآتية. فقال الرجل: أمجنونًا تراني؟ (٢) ظنًّا منه أن الذي يحتاج إلى التعوذ إنما هو المجنون.

[٤٧٨١] (ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم (عن الأعمش، عن عدي بن ثابت) الأنصاري (عن سليمان بن صرد) بن الجون الخزاعي، كان اسمه في الجاهلية يسارًا، فسماه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سليمان، وكان خيِّرا، عابدًا.

(قال: استب رجلان عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فجعل أحدهما) يغضب و (تحمر عيناه) لفظ البخاري: احمر وجهه (٣). وسبب احمرار العينين والوجه


(١) "ديوان الأدب" ص ١٧٩.
(٢) "صحيح مسلم" (٢٦١٠/ ١١٠).
(٣) "صحيح البخاري" (٦١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>