للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن الغضب هو غليان دم القلب، لإرادة الانتقام ممن أغضبه، فإذا غلى الدم ظهر أثر حمرته في الوجه والعينين وظاهر البدن (وتنتفخ أوداجه) هو من إطلاق صيغة الجمع على الاثنين مجازًا؛ لأنه ليس للإنسان غير ودجين فقط، وهما عرقان يحيطان بالحلقوم أو بالمريء.

(فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إني لأعرف كلمة لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد)؛ لأن الشيطان هو الذي يزين للناس الغضب ويحثهم على سرعة الانتقام، فالاستعاذة باللَّه مع صدق الالتجاء من أقوى السلاح على رفع كيده (أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم) تقدم (فقال الرجل) و (هل ترى بي من جنون؟ ! ) ظنا منه أنه لا يستعاذ إلا من الجنون، لأنه جاهل لم يفقه في دين اللَّه، وهو من جفاة الأعراب المنافقين الذين لم يخلص إيمانهم.

[٤٧٨٢] (ثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو معاوية) محمد بن خازم (ثنا داود (١) بن أبي هند) دينار البصري، رأى أنسًا، وله نحو مائتي حديث، وكان صائم الدهر (عن أبي حرب) ذكره ابن عبد البر فيمن لم يذكر له اسم سوى كنيته (٢) (ابن) أبي (الأسود) ظالم الديلي أخرج له مسلم (عن أبي ذر) جندب بن جنادة -رضي اللَّه عنه-.

(قال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لنا: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس) لأن القائم متهيئ للحركة بالبطش ممن أغضبه، والقاعد دونه في هذا المعنى (فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) لأن المضطجع


(١) فوقها في (ل): (ع).
(٢) "الاستغنا في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى" ٢/ ١١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>