للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاسم القشيرى: الحياء رؤية الآلاء، وهي النعم، ورؤية التقصير، يتولد منهما حالة (١) تسمى الحياء (٢).

(أو قال) شك من الراوي (الحياء كله خير) لكونه باعثا على أفعال البر ومانعًا من المعاصي، وأول الحياء وأولاه الحياء من اللَّه تعالى، وهو أن لا يراك حيث نهاك، وذلك لا يكون إلا عن معرفة باللَّه تعالى ومراقبة له حاصلة، وهي الحالة المعبر عنها: "أن تعبد اللَّه كلأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (٣).

وروى الترمذي: "استحيوا من اللَّه حق الحياء" فقالوا: إنا نستحى والحمد للَّه. فقال "ليس ذاك، لكن الاستحياء من اللَّه حق الحياء أن تحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وتذكر الموت والبلى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من اللَّه حق الحياء" (٤).

وقد يفرط الحياء على بعض الناس فيحمله على أن [لا] (٥) يواجه أحدًا بالحق ويترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويحمله على المداهنة في الحق وغير ذلك مما هو معروف في العادة، وكل هذا الحياء مذموم ويحرم استعماله ويجب الانكفاف عنه، وهذا الحياء ليس بحياء حقيقة، وهو أحق باسم الخور والجبن والعجز والمهانة.


(١) ساقطة من (م).
(٢) "الرسالة القشيرية" ص ٢١٨ وعزا الكلام للجنيد.
(٣) تقدم برقم (٤٦٩٥) من حديث ابن عمر.
(٤) "سنن الترمذي" (٢٤٥٨) من حديث ابن مسعود.
(٥) ليست في (م) ومكانها في (ل) بياض بمقدار كلمة، والمثبت ما يقتضيه السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>