للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنما حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.

(فقال بشير بن كعب) العدوي (إنا نجد في بعض الكتب) زاد مسلم: والحكمة (إن منه سكينة ووقارًا) زاد مسلم: للَّه تعالى (وأن منه ضعفًا) بفتح الضاد وضمها لغتان مشهورتان، ومعنى كلامه أن منه ما يحمل صاحبه على أن يكون يوقر الناس ويتوقر هو في نفسه، والوقار بفتح الواو الحلم والرزانة، ومنه ما يحمل صاحبه على ضعف الهمة، وأن يسكت عن كثير مما يتحرك الناس فيه من الأمور التي لا تطيق المروءات (فأعاد عمران) بن حصين (الحديث) الذي تقدم (وأعاد بشير) بن كعب (الكلام) أيضًا (قال: فغضب عمران بن حصين حتى احمرت عيناه) قال النووي: هكذا رويناه في "سنن أبي داود": (احمرت) من غير ألف وهو الظاهر (١)، وأما الرواية التي في أصول مسلم: حتى احمرتا عيناه (٢). فهو صحيح على لغة أكلوني البراغيث، وقوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} (٣) وأشباهه.

(وقال: ألا) بتخفيف اللام (أراني) بفتح الهمزة (أحدثك عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) زاد مسلم: وتعارض فيه (وتحدثني عن كتبك) وسبب غضب عمران وإنكاره على بشير كونه قال، ومنه ضعف بعد سماعه قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه خير كله، فكأنه عارضه بما يخالفه من كلام الحكماء، وقيل:


(١) "شرح مسلم" ٢/ ٨.
(٢) "صحيح مسلم" (٣٧/ ٦١).
(٣) طه: ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>