للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن حبيب المحاربي) أخرج له البخاري في الجهاد (١) (عن أبي أمامة) صدي بن عجلان الباهلي -رضي اللَّه عنه-.

(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنا زعيم) أي: ضامن وكفيل، ومنه قوله تعالى: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} (٢) (ببيت) أي: بقصر في الجنة، ومنه حديث: "بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب" (٣) (في ربض) بفتح الموحدة وبالضاد المعجمة (الجنة) قال في "النهاية": هو ما حولها خارجًا عنها تشبيهًا بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع (٤). انتهى.

وظاهر السياق أن ربض الجنة أسفلها (لمن ترك المراء) وحد المراء هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه، إما في اللفظ، وإما في المعنى، وإما في قصد المتكلم (وإن كان) في اعتراضه (محقًّا) وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض، فكل كلام سمعته فإن كان حقًّا فصدق به، وإن كان باطلًا ولم يكن متعلقًا بأمور الدين فاسكت عنه. والطعن في كلام الغير تارة يكون من لفظه بإظهار خلل فيه من جهة النحو أو من جهة اللغة والعربية أو من جهة النظم والترتيب، وإما في المعنى بأن يقول: أخطأت في قولك كذا وكذا، وإما في قصده بأن يقول: هذا الكلام حق لكن ليس قصدك فيه الحق، إنما أنت صاحب غرض.

قال في "النهاية": يقال للمجادلة: مماراة لأن كل واحد منهما


(١) "صحيح البخاري" (٢٩٠٩).
(٢) يوسف: ٧٢.
(٣) رواه البخاري (١٧٩٢) من حديث عبد اللَّه بن أبي أوفى.
(٤) "النهاية في غريب الحديث" ٢/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>