للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يستخرج ما عند صاحبه، ويمتريه كما يمتري الحالبُ اللبن من الضرع (١).

ولفظ رواية الترمذي: "من ترك المراء وهو مبطل بنى اللَّه له بيتًا في ربض الجنة، ومن تركه وهو محق بنى له في وسطها" (٢) وإنما حصل له هذا لشدة ذلك على النفس، وكثير ما طبعت عليه من الشبقية المحبة للقهر والغلبة على الغير، وأكثر ما يغلب ذلك في المذاهب والعقائد، فإن المراء طبع، فإذا علم أو ظن أن له عليه ثوابًا اشتد حرصه عليه وتعاون الطبع والشرع، وذلك خطأ محض.

(و) أنا زعيم (ببيت) أي: قصر (في وسط الجنة) والوسط بفتح السين: منزلة وسطى بين الربض والأعلى، ويستعمل الوسط بمعنى الخير، ومنه الحديث: "الوالد أوسط أبواب الجنة" (٣) (لمن ترك الكذب) من كلامه (وإن كان) فيه (مازحًا) فالمزح مطايبة وانبساط مع الجليس؛ لتطييب قلبه ومؤانسته، وهو مشتق من زحت الشيء عن موضعه وأزحته عنه إذا نحيته؛ لأنه تنحية له عن حد القول.

ومما يصلح للمزاح (٤) ما رواه الزبير بن بكار في كتاب "الفكاهة والمزاح" عن الضحاك بن سفيان الكلابي قال: عندي امراتان أحسن من هذِه الحميراء أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها؟ وعائشة


(١) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٤/ ٣٢٢.
(٢) "سنن الترمذي" (١٩٩٣) من حديث أنس وقال: حديث حسن.
(٣) رواه أحمد ٦/ ٤٤٧، "الترمذي" (١٩٠٠)، (٣٧٩٤) من حديث أبي الدرداء.
وصححه الألباني في "الصحيحة" (٩١٤).
(٤) ساقطة من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>