للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جالسة قبل أن يضرب الحجاب، فقالت: هي أحسن أم أنت؟ قال: بل أنا أحسن منهما وأكرم. فضحك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأنه كان دميمًا (١). وروى ابن ماجه والحاكم من حديث صهيب أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-[قال لصهيب وبه رمد: "تأكل التمر وأنت رمد؟ " قال: إنما آكل على الشق الآخر. فتبسم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-] (٢) (٣).

(و) أنا زعيم (ببيت في أعلى الجنة من حسن) بتشديد السين (خلقه) قال الغزالي: تكلم الناس في حقيقة الخلق الحسن، وإنما تعرضوا لثمرته ولم يستوعبوها، وكشف الغطاء فيه أن الخلق والخُلق عبارتان عن الظاهر والباطن، فيراد بالخلق الصورة الظاهرة وبالخلق الصورة الباطنة، لأن الإنسان مركب من جسد مدرك بالبصر ومن روح مدرك بالبصيرة، والمدرك بالبصيرة أعظم، لأن اللَّه عظم أمره بالإضافة إلى نفسه فقال: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٧٢)} (٤) فنبه على أن الجسد منسوب إلى الطين، والروح منسوب إلى


(١) قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء": أخرجه الزبير بن بكار في "الفكاهة" من رواية عبد اللَّه بن الحسن مرسلا أو معضلا، وللدارقطني نحو هذه القصة مع عييينة ابن حصن الفزاري بعد نزول الحجاب من حديث أبي هريرة. انتهى.
قال ابن القيم في "المنار المنيف" ص ٦٠: قال المزي: كل حديث في ذكر الحميراء باطل إلا حديثا في الصوم في "سنن النسائي الكبرى".
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(٣) "سنن ابن ماجه" (٣٤٤٣)، "المستدرك" ٣/ ٣٩٩ ثقات. قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (١١٣٦): إسناد صهيب صحيح، ورجاله ثقات. وحسنه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (٢٧٧٦).
(٤) ص: ٧١ - ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>