للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكرة، عن أبيه) نفيع بن الحارث بن كلدة.

(أن رجلًا أثنى) لفظ مسلم: مدح (على رجل عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) ولمسلم أنه ذكر عنده رجل فقال: يا رسول اللَّه، ما من رجل بعد رسول اللَّه أفضل منه في كذا وكذا (١). (فقال له) زاد في الصحيحين: "ويحك" (٢) (قطعت عنق صاحبك) وفي رواية: "قطعتم ظهر الرجل" (٣) ومعناه: أهلكتموه، وهذِه استعارة من قطع العنق الذي هو القتل؛ لاشتراكهما في الهلاك، لكن هلاك هذا الممدوح في دينه.

وقد جاء عنه -عليه السلام-: "إياكم والمدح فإنه الذبح" (٤) ويعني بذلك أن الممدوح إذا كثر عليه من ذلك يخاف عليه من العجب بنفسه والكبر على غيره فيهلك دينه، وإذًا المدح مظنة الهلاك الديني عند كثير من الناس فيحرم، لكن هذِه المظنة لا تتحقق إلا عند الإكثار منه لا مع الندرة (ثلاث مرات) فيه: إعادة الكلام ثلاث مرات تأكيدًا وتحريضًا على العمل به (ثم قال: إذا مدح أحدكم صاحبه) ولمسلم: "أخاه" (لا محالة) بفتح الميم، أي: لا تحول عنه (فليقل: إني أحسبه) كذا (كما تريد أن تقول) وظاهر هذا أنه لا ينبغي للإنسان أن يمدح أحدًا ما


(١) "صحيح مسلم" (٣٠٠٠/ ٦٦).
(٢) "صحيح البخاري" (٦٠٦١)، "صحيح مسلم" (٣٠٠٠).
(٣) رواها البخاري (٢٦٦٣)، ومسلم (٣٠٠١) من حديث أبي موسى الأشعري.
(٤) رواه ابن الزفتي في "جزء حديث هشام بن عمار" (٥٦)، وأحمد ٤/ ٩٨، والطبري في "تهذيب الآثار" ١/ ٨٣ (١٣٦)، والديلمي في "الفردوس" ١/ ٣٨٤ (١٥٤٣)، والقضاعي ٢/ ٩٤ (٩٥٣)، والبيهقي في "الشعب" ٦/ ٥٠١ (٤٥٢٨) من حديث معاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>