للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحال كما دلت عليه فاء التعقيب.

(فجلس النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إليها) واستمر جالسًا عندها (حتى قضت حاجتها) وفي هذا بيان ما كان عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الرفق بالرعية والرحمة والشفقة عليهم وجبر قلوبهم كما قال: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (١) بل كانت الرحمة شاملة للكافر والحيوانات الدواب وغيرها، لكن المؤمن أبلغ.

(لم يذكر) محمد (ابن عيسى) بن الطباع في روايته (حتى قضت حاجتها) بل (قال كثير) بن عبيد الحمصي، وكانت له معرفة ورحلة (عن حميد) الطويل (عن أنس -رضي اللَّه عنه-).

[٤٨١٩] (ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت) البناني.

(عن أنس -رضي اللَّه عنه- أن امرأة كان [في] (٢) عقلها شيء) من اختلال عقلها (بمعناه) أي: ذكره بمعنى ما تقدم، وقد ذكره مسلم بسنده المذكور، لكن أبو بكر ابن أبي شيبة مكان أخيه عثمان، ولفظه: عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت: يا رسول اللَّه، إن لي إليك حاجة. فقال: "أم فلان، انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك" (٣) فخلا معها في بعض الطرق حتى قضت حاجتها.

قال النووي: فيه بيان تواضعه، بوقوفه مع المرأة الضعيفة وقوله:


(١) الأحزاب: ٤٣.
(٢) ساقطة من (ل)، (م) والمثبت من "سنن أبي داود".
(٣) رواه مسلم (٢٣٢٦) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>