للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خليله) ويروى: "المرء بخليله" (١) والخليل الصديق، فعيل بمعنى مُفاعِل، وقد يكون بمعنى مفعول، سمي الخليل خليلًا لأن محبته تخللت القلب فصارت خلاله أي: في باطنه. قال الشاعر:

قد تخللت مسلك الروح مني ... فلذلك سمي الخليل خليلًا (٢)

وقيل: هو مشتق من الخلة وهي الحاجة والفقر؛ لأن الأخ يفتقر إلى خليله ويحتاج إليه في مهماته وحوائجه.

(فلينظر أحدكم من يخالل) أي: فلينظر أحدكم بعين بصيرته إلى أمور من يريد صداقته وأحواله، فمن رآه فرضي دينه صادقه، ومن سخط عليه في دينه فليجتنبه، ومن رآه يرى له مثل ما يرى له صحبه. وروى ابن عدي في "الكامل" من حديث أنس -رضي اللَّه عنه-: "لا خير في صحبة من لا يرى مثل ما يرى له" (٣).

فأقل درجات الأخوة والصداقة النظر بعين المساواة والكمال في رؤية الفضل للأخ، ولذلك قال أبو معاوية الأسود: إخواني كلهم خير مني. قيل: وكيف؟ قال: كلهم يرى لي الفضل على نفسه، ومن


(١) رواه أبو عبيد في "غريب الحديث" ١/ ٣٤٤.
(٢) هذا بيت من الخفيف لبشار بن برد، كما في "ديوانه" ص ٩٧.
(٣) "الكامل" ٤/ ٢٢٥ مرفوعا ورواه أيضًا من حديث سهل بن سعد ٤/ ٢٢١، وأبو الشيخ: في "الأمثال" (٤٧)، وابن حبان في "روضة العقلاء" ١/ ١٢٦، والخطابي في "غريب الحديث" ١/ ٥٦١، و"العزلة" (٩٧).
قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة" ١/ ٢٦٠: قال الصغاني: موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>