للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الباب (١). يعني: بخلاف ما قال ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافرًا (٢)، وذكر غيره قتله الزبير بن العوام.

(قال: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فجعلوا يثنون) بضم أوله (عليَّ ويذكرون (٣) بكل خير، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنا أعلمكم. يعني: به) فيه: كراهية مدح الإنسان في وجهه، وإبطال المادح من مدحه بالتعرض دون التصريح، فإن المراد: واللَّه لا تمدحوه، فإني أعلم بحاله منكم.

وفيه ثناء الحاضرين عند الكبير أو الحاكم على من حضر إليه، والإعلام بحاله.

(قلت: صدقت) يا رسول اللَّه (بأبي أنت وأمي) أي: أفديك بأبي وأمي (كنت شريكي فنعم الشريك) سياق هذا الكلام يدل على أن (كنت شريكي فنعم الشريك) من كلام السائب، وكلام ابن عبد البر يدل على أنه من كلام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإنه روى عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نعم الشريك كان أبو السائب، لا يشاري ولا يماري" (٤) ويحتمل أن تكون قضيتين. ومعنى "لا يشاري": لا يلح عليه في أمر، قد شرى، واستشرى: إذا لج في الأمر. وقيل: لا يشار من الشر، أي: لا يشارره. فقلب إحدى الراءين ياءً.

قال في "النهاية": والأول أوجه؛ لحديث أم زرع: ركب شريا (٥).


(١) "الاستيعاب" ٢/ ١٤١.
(٢) انظر: "الروض الأنف" ٣، ١٠٤.
(٣) بعدها في (ل)، (م): ويذكرونني. وعليها: خـ.
(٤) "الاستيعاب" ٢/ ١٤١.
(٥) رواه البخاري (٥١٨٩)، ومسلم (٢٤٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>