للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما الصبيان فالظاهر أنهم لا يدخلون في ذلك.

(يقومون من مجلس) كانوا يتحدثون فيه، وأما إذا لم يتحدثوا فيه فالظاهر أنه لا يحصل لهم هذا الذم كما سيأتي، والظاهر أن القوم الرجال أو النساء إذا قاموا في مقام وتحدثوا فيه كما في جلوسهم فلهم حكم الجالسين إذا قاموا من المجلس (لا يذكرون اللَّه) الأصل فيه ذكر: لا إله إلا اللَّه، وفي معناه القراءة والتسبيح والحمد والاستغفار، ونحو ذلك.

(إلا قاموا) وفارقوا ذلك المجلس (عن مثل جيفة حمار) وذلك مما يخوضون من الكلام في أعراض الناس كما هو الغالب، وأما إذا تكلموا بكلام لا إثم فيه ولا عقاب -وهو نادر في هذا الزمان- فلا يقومون عن مثل جيفة حمار. (وكان لهم) أي: عليهم كما للطبراني في "الكبير": "ما من قوم اجتمعوا في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا اللَّه إلا كان ذلك المجلس" (حسرة) "عليهم يوم القيامة" (١)، فيما فرطوه في مجلسهم ذلك من ذكر اللَّه تعالى، فيتحسر المؤمن يوم القيامة على كل لحظة من عمره لم يستعملها فيما يحصل له فيه ثواب، فلحظة من العمر أنفس من كنز أو دُرة ثمينة.

[٤٨٥٦] (حدثنا قتيبة بن سعيد) البلخي (ثنا الليث، عن) محمد (ابن عجلان) المدني الفقيه، وثقه أحمد (٢) وابن معين (٣) (عن سعيد المقبري،


(١) هو في "الأوسط" ٤/ ١١٢ (٣٧٤٤) من حديث عبد اللَّه بن مغفل.
(٢) انظر: "تهذيب الكمال" ٢٦/ ١٠٥.
(٣) انظر: "الجرح والتعديل" ٨/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>