للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال: جاء أعرابي فأناخ راحلته) على باب المسجد (ثم عقلها) بعقال. فيه: جواز وقوف الخيل والإبل (١) والبغال والحمير على باب المسجد، وإن كان يحدث منها نجاسة (ثم دخل المسجد، فصلى خلف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) في المسجد.

فيه: فضيلة الصلاة داخل المسجد وإن كانت دابته على الباب ليس معها أحد يحفظها، وأن اشتغال فكره بالدابة لا يضر؛ إذ من صلى جوف المسجد ودابته على الباب لا يحفظها أحد لا بد أن يشتغل فكره بها.

(فلما سلم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) من الصلاة وسلم معه (أتى راحلته فأطلقها) من عقالها (ثم ركب) عليها (ثم نادى: ) رافعًا صوته (اللهم أرحمني ومحمدًا) ولفظ البخاري في "الصحيح" في باب رحمة الناس (٢) والبهائم (٣)، يدل على أنه قال هذا في الصلاة، ولفظه أن أبا هريرة قال: قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم آرحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا. فلما سلم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال للأعرابي: "لقد حجرت واسعًا (٤) " يريد: رحمة اللَّه تعالى (٥).

(فلا تشرك في رحمتنا أحدًا) لفظ البخاري أصرح في المقصود (فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أتقولون) لعل (تقولون) بمعنى: تظنون؛ لوجود تقدم


(١) ساقطة من (م).
(٢) في (ل)، (م): (اللَّه)، والصواب ما أثبتناه.
(٣) ساقطة من (م).
(٤) ساقطة من (م).
(٥) "صحيح البخاري" (٦٠١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>