الاستفهام والفعل المضارع المصدر بتاء الخطاب من غير فصل بينه وبين الاستفهام، وشاهده قول الشاعر:
متى تقول القلص الرواسما ... يحملن أم قاسم وقاسما (١)
(هو أضل) معلق بهمزة الاستفهام المحذوفة بدلالة (أم) بعدها، فهو منصوب أولا بمعلق لنصب (أم بعيره؟ ) لأنه وإن كان له عقل يهتدي به إلى الصلاة والدين، فالبعير ينقاد لجاذبه ومالكه الذي يعلفه، ويتعهده، ويعرف من يحسن إليه ممن يسيء، ويطلب منفعته ويجتنب ما يضره، ويهتدي لمرعاه ومشربه.
(ألم تسمعوا إلى ما يقول؟ ) من تحجيره رحمة اللَّه التي وسعت كل شيء وتضييقها عليه وعلى رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- (قالوا: بلى) سمعنا، ولم يرجحوا إضلال الأعرابي ولا البحير أدبًا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
* * *
(١) عزاه ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" ص ٦٩١، وابن منظور في "لسان العرب" (قول، فغم) لهدبة بن خشرم.