للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٩٥١] (ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس) بن مالك -رضي اللَّه عنه-.

(قال: ذهبت بعبد اللَّه بن أبي طلحة) زيد بن سهل الأنصاري أخي (١) أنس لأمه (إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حين ولد).

قال القرطبي: الأحاديث متواردة على أن إخراج الصغار في بدء ولادتهم للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان سنة معروفًا معمولًا به، فلا ينبغي لأحد (٢) أن يعدل عنه اقتداء بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- واغتنامًا لبركة الصالحين ودعائهم (٣). (والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في عباءة) أي: لابسًا عباءة بفتح العين والمد، ويقال فيه: عباية أيضًا بالياء بدل الهمزة، والجمع العباء.

فيه: فضيلة لبس العباءة، والتواضع باللباس الدون، لا سيما ممن يُقتدى به، وأن ذلك لا يزري به، فقد كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين يخرج إلى السوق بيده الدرة وعليه إزار فيه [أربع عشرة] (٤) رقعة، بعضها من أدم (٥). وعوتب علي -رضي اللَّه عنه- في إزار مرقوع؛ فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع له القلب (٦).

وفيه لبس العباءة ونحوها عند تعاطي ما يدنس الثياب من الأفعال،


(١) في (ل)، (م): أخو. والجادة ما أثبتناه.
(٢) من (م).
(٣) "المفهم" ٥/ ٤٦٨.
(٤) في (ل)، (م): أربعة عشر. والجادة ما أثبتناه.
(٥) رواه أبو داود في "الزهد" (٥٥) من رواية أنس، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" ٢/ ٨٢ - ٨٣ (٢١٤) من رواية قتادة.
(٦) رواه أحمد في "فضائل الصحابة" (٩٢٣) من رواية عمرو بن قيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>