للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وأحب الأسماء إلى اللَّه عبد اللَّه وعبد الرحمن) تقدم (وأصدقهما حارث) لأن الحارث هو الكاسب، والإنسان لا يخلو من الكسب غالبًا طبعًا واختيارًا، كما قال تعالى: {إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا} (١)، أي: عامل إما للدنيا أو الآخرة (وهمام) هو فعال من هم بالأمر يهم إذا عزم عليه وقصد فعله، وإنما كان أصدقها؛ لأن كل أحد لابد له أن يهم بأمر، خيرًا كان أو شرًّا، ولهذا استعمل الحريري في مقاماته الحارث بن همام (وأقبحها حرب) لما في الحروب من المكاره والمشقات عند وقوع القتال (ومرة) لما في المرارة من البشاعة، وروي عن علي -رضي اللَّه عنه- قال: ولد الحسن فسميته حربًا، فجاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "أروني ابني، ما سميته؟ " قلت: حربًا. قال: "بل هو حسن" فلما ولد الحسين سميته حربًا، قال: "بل هو حسين" فلما ولد الثالث سميته حربًا، قال: "بل هو محسن" (٢).

وروى الطبراني عن يعيش بن طخفة بكسر الطاء وإسكان الخاء المعجمة، ثم فاء، الغفاري الشامي، -رضي اللَّه عنه-، قال: دعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا بناقة ليحلبها، فقال: "من يحلبها؟ " فقال رجل: أنا. قال: "ما اسمك؟ " قال: مرة. قال: "اقعد" ثم قام آخر فقال: "ما اسمك؟ " قال: جمرة، قال: "اقعد" ثم قام يعيش فقال: "ما اسمك؟ " قال: يعيش. قال: "احلبها" (٣). وإسناده حسن.


(١) الانشقاق: ٦.
(٢) رواه أحمد ١/ ٩٨، ١١٨، والبخاري في "الأدب المفرد" (٨٢٣) وضعفه الألباني في تعليقه على "الأدب المفرد".
(٣) "المعجم الكبير" ٢٢/ ٢٧٧ (٧١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>