للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(نفسي) كره لفظ الخبث لبشاعة اسمه تعليما للأدب في ألفاظ الآدمي القبيحة، فإن الخبث والخبيث قبيحان (وليقل: لقست نفسي) بكسر القاف؛ أي: غثت، واللقس: الغثيان، ويقال: لقست نفسه إلى الشيء إذا حرصت عليه، ونازعته إليه. قال أبو عبيد: معنى لقست وخبثت واحد، لكن كره لفظ الخبث لبشاعة لفظه (١). وعلمهم الأدب في المنطق.

ولا يعترض على هذا بقوله: "فأصبح خبيث النفس كسلان" (٢) محل النهي أن يضيف المتكلم الخبيث إلى نفسه، لا أن يتكلم بالخبث مطلقًا، فإذا أخبر به عن مغيب غيره جاز، ولا سيما في معرض التحذير والذم للكسل والتثاقل عن الطاعة، ومقصود الشارع الإرشاد إلى استعمال الأحسن والأولى من الألفاظ ما أمكن من غير إيجاب، كما تقدم في عبدي وأمتي قريبًا.

[٤٩٧٩] (ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عائشة رضي اللَّه عنها، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: لا يقولن أحدكم: جاشت) أي: غثيت، ويقال: دارت للغثيان. وقيل: ارتاعت وخافت. ومنه حديث البراء بن مالك: "وكأن نفسي جاشت" (٣)، ومنه الحديث: جاؤوا بلحم فتجيشت أنفس أصحابه


(١) "غريب الحديث" ٢/ ٧٣.
(٢) رواه البخاري (١١٤٢)، ومسلم (٧٧٦) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>