للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويجوز ضم أوله وفتح ثانيه، وتشديد الموحدة، يقال: عبرت الرؤيا أعبرها، وعبرتها تعبيرًا: إذا أولتها وفسرتها وأخبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها (فإذا عبرت) بضم أوله وتخفيف الموحدة وتشديدها كما تقدم (وقعت) كما عبرت، وللترمذي: "على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت" (١) وله في رواية: "فإذا حدث بها سقطت" (٢) فإذا احتملت الرؤيا تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عبارتها وقعت على ما أولها، وانتفى عنها غيره من التأويلات.

قلت: فإن عبرَها من لا يعرف عبارتها بالجهل دون علم؛ فظاهر قوله (لأول عابر) أنها تقع على تأويله، والوقت لا يحتمل مراجعة هذا والبحث عنه.

(قال) الراوي (وأحسبه قال: لا يقصها إلا على واد) اسم فاعل، أصله وادد، وأدغم تشديد الدال المهملة، وهو على حذف المضاف، تقديره: إلا على ذي ودٍّ. أي: حبيب وصديق، والمودة: المحبة.

و(أو ذي رأي) أي: عقل وتدبير، وتعبيره وما يوضح معنى الواد [وذو] (٣) الرأي رواية الترمذي، ولفظه: "ولا يحدث بها إلا لبيبًا أو حبيبًا" (٤) فإن اللبيب هو ذو [الرأي و] (٥) الحبيب الواد (٦).


(١) "سنن الترمذي" (٢٢٧٨).
(٢) "سنن الترمذي" (٢٢٧٩) وفيه: وقعت. بدل: سقطت.
(٣) زيادة يقتضيها السياق.
(٤) "سنن الترمذي" (٢٢٧٨).
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) كذا العبارة في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>