للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تغير وجهها (١) (وأوقدت) تحت (القدر) النار، والقدر بكسر القاف مؤنثة، جمعها: قدور؛ كحمل وحمول (حتى دكنت) بكسر الكاف (ثيابها) أي: اتسخت واغبر لونها، والدكنة لون يضرب إلى السواد (وأصابها من ذلك ضر) بضم الضاد أي: مشقة شديدة. وخدمة المرأة لا تجب عند الشافعي (٢).

قال القرطبي: في هذا الحديث دليل على أن المرأة وإن كانت شريفة عليها أن تخدم بيت زوجها، وتقوم بعمله الخاص به، وبه قال بعض أهل العلم، ومشهور مذهب مالك الفرق بين الشريفة فلا يلزمها وبين من ليست كذلك فيلزمها.

ويحمل هذا الحديث على أن فاطمة تبرعت بذلك لكمال مروءتها، ولا خلاف في استحباب ذلك من تبرع به؛ لأنه معونة للزوج (٣). وفيه: ما كان عليه السلف الصالح من شظف العيش وشدة الحال.

(فسمعنا أن رقيقًا) عبيدا أو إماء (أتي بهم إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) من السبي (فقلت) لفاطمة (لو أتيت) يحتمل أن يكون (لو) للعرض؛ كقولك: لو تنزل عندنا فتصيب خيرًا (أباك فسألتيه) أن يعطيك (خادمًا يكفيكِ) أمر الخدمة ويدع عنك ضررها.

(فأتته فوجدت عنده حداثا) بضم الحاء المهملة وتشديد الدال، قال ابن الأثير: أي: جماعة يتحدثون، وهو جمع على غير قياس؛ حملا


(١) هذِه الزيادة في بعض روايات أبي داود كما قال ابن حجر في "الفتح" ١١/ ١١٩.
(٢) انظر: "المهذب" ٢/ ٦٧.
(٣) "المفهم" ٧/ ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>