للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي: يعقد هذِه الأعداد بأصابعه ويحسبها.

وفيه: أن الرجال يعقدون بأصابعهم للتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار ونحو ذلك؛ كما يعقدن النساء؛ لما في الحديث: "يا معشر النساء سبحن وكبرن واعقدن بالأصابع؛ فإنهن مسؤولات" (١) يعني: أعضاء الآدمي، تسأل عما عمل بهن، فيشهدن على من فعل بهن كما تشهد الألسنة والأيدي والأرجل.

(قالوا: يا رسول اللَّه، كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدَكم -يعني: الشيطان- في منامه فينومه قبل أن يقوله) يوضحه رواية الترمذي: "يأتي أحدكم الشيطان وهو في مضجعه، فلا يزال ينومه حتى ينام" (٢) يعني: قبل أن يقوله.

(ويأتيه في صلاته) أي: في آخر صلاته (فيذكره حاجة) له يحتاج إلى قضائها (قبل أن يقولها). لفظ الترمذي: "يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا؛ حتى ينفتل ولعله أن لا يفعل".

وفي الحديث: إشارة إلى استحباب مجاهدة الشيطان إذا عرض ليمنعه من الذكر والتلاوة والعبادة.

[٥٠٦٦] (ثنا أحمد بن صالح) المصري، شيخ البخاري (ثنا عبد اللَّه ابن وهب، حدثني عياش) بالمثناة تحت والشين المعجمة (ابن عقبة


(١) لم أجده بهذا اللفظ، لكن تقدم برقم (١٥٠١) من حديث يسيرة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرهن أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل وأن لا يعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات.
(٢) "سنن الترمذي" (٣٤١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>