للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخذت) البرد (الذي على غلامك فجعلته مع هذا) الذي عليك (فكانت حلة) بالنصب، لفظ "الصحيح": لو جمعت بينهما كانت حلة (١). وإنما قال (٢) ذلك؛ لأن الحلة عند العرب لا تكون إلا من ثوبين، ولا يطلق على ثوب واحد.

(وكسوته ثوبًا غيره. فقال أبو ذر: إني كنت ساببت رجلًا) وهو بلال ابن رباح مؤذن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (وكانت أمه أعجمية) وهي حمامة، ذكرها أبو عمر فيمن كان يعذب في اللَّه، فاشتراها أبو بكر فأعتقها (٣) (فعيرته بأمه) قال بعضهم: الصحيح: عيرت فلانًا أمه، وقد جاء في شعر عدي بن زيد متعديًا بالباء (٤)، كما في الحديث في قوله:

أيها الشامت المعير بالدهر (٥)

واعتذر عن هذا البيت بأن قائله عبادي ولم يكن فصيحًا. والعباد بفتح العين قبائل شتى من بطون العرب، اجتمعوا على النصرانية بالحيرة، ولا يعتبر هذا القول، فقد صح قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أعيرته بأمه" (٦) ونقله أبو ذر عنه وعن نفسه، فلا معنى لإنكار ذلك.

(فشكاني إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية) أي: فيك خصلة من خصالهم. يعني بها: تعييره بأمه، فإن الجاهلية كانوا


(١) "صحيح مسلم" (١٦٦١).
(٢) كذا في (ل، م)، ولعل الصواب: قالوا. فالقائل هم القوم.
(٣) "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" ٤/ ٣٧٤ (٣٣٣٧).
(٤) ساقطة من (م).
(٥) انظر: "المجالسة وجواهر العلم" ٧/ ٥١.
(٦) رواه البخاري (٣٠)، (٢٥٤٥) من حديث أبي ذر مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>