للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو (١) (هو يحدث القوم وكان فيه مزاح) بضم الميم، يقال: إنه مشتق من زحت الشيء عن موضعه وأزحته: إذا نحيته؛ لأنه ينحيه عن جد القول، وفيه بعد، لأن باب مزح غير باب زوح؛ لأن من شرط الاشتقاق موافقة المشتق للمشتق منه في الحروف الأصلية.

(بيننا) بسكون المثناة تحت ثم نونين، وفي بعض النسخ المعتمدة: مزاح بيّن. بتشديد الياء والرفع، أي: ظاهر، والمزاح بتشديد الزاي من أبنية المبالغة، أي: كثير المزح.

(يضحكهم) به (فطعنه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في خاصرته) وهو المستدق فوق الوركين (بعود) كان في يده؛ لأنه كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يشغل يده بعود أو عصا أو قضيب، وربما كان معه عرجون النخل اليابس.

(فقال: أصبرنى) بسكون الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة، أي: أقدني من نفسك (فقال: اصطبر) أي: استقد، يقال: صبر فلان من خصمه واصطبر، أي: اقتص منه، واصطبرته: أقدته بقتيله. وأصبره الحاكم، أي: أقصه من خصمه، ومنه حديث عمار حيث ضرب عمارًا، فلما عُوتب قال: هذِه يدي لعمار فليصطبر (٢). أي: يقتص مني عن ضربه.

وفيه دليل على جواز مداعبة الشيخ لبعض تلاميذه، والكبير لبعض


(١) "معجم الصحابة" ١/ ١٠٦، ولفظه: بينا نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نتحدث، وكان فيه مزاح. . . .
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٧/ ٥٢١ - ٥٢٢ (٣٧٦٨٠)، والضارب لعمار في الحديث رسول عثمان -رضي اللَّه عنه-، والقائل عثمان -رضي اللَّه عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>