للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلى قومكم؟ " فقال القوم: نعم. فقال الأشج: يا رسول اللَّه، إنك لم تزاول الرجل على أشد من دينه، نبايعك على أنفسنا وترسل معنا من يدعوهم، فمن اتبعنا كان منا ومن أبى قاتلناه. قال: "صدقت، إن فيك لخصلتين" (١).

(قال: يا رسول اللَّه، أنا أتخلق بهما) أي: أنا أكتسبهما تخلقًا لي (أم اللَّه جبلني عليهما؟ قال: بل اللَّه جبلك عليهما) والجبلّة -بتشديد اللام- الخلقة.

(قال: الحمد للَّه الذي جبلني على خلقين) يعني (٢): طبعين، وجبلتين (يحبهما اللَّه ورسوله) فيه من الفقه جواز مدح الإنسان في وجهه مشافهة بما فيه من الصفات الحسنة ترغيبًا له في المحافظة عليها والتمسك بها، لكن لا يمدح الرجل في وجهه إلا إذا أمنت عليه الفتنة والعجب بنفسه، كما مدح أبو بكر وعمر وغيرهما من أكابر الصحابة في وجوههما، إذ الأصل يمنع من ذلك؛ لقوله عليه السلام: "إياكم والمدح فإنه الذبح" (٣) وقوله في الحديث المتفق عليه للمادح: "قطعت عنق صاحبك" (٤).


(١) انظر: شرح مسلم" للنووي ١/ ١٨٩.
(٢) في (م): أي.
(٣) رواه الطبري في "تهذيب الآثار مسند عمر" (١٣٦)، والقضاعي في "مسند الشهاب" ٢/ ٩٤ (٩٥٣)، والديلمي كما في "الفردوس" ١/ ٣٨٤ (١٥٤٣) من حديث معاوية -رضي اللَّه عنه-.
(٤) "صحيح البخاري" (٢٦٦٢)، (٦٠٦١)، "صحيح مسلم" (٣٠٠٠) من حديث أبي بكرة مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>