للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولابن ماجه لما قيل له عن القبة فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كل مال كان هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة" (١).

(فشكا) الأنصاري (ذلك إلى أصحابه فقال: واللَّه إني لأنكر) حال (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) في اجتماعي به (قالوا: خرج فرأى قبتك) التي بنيتها.

وفيه: تأديب كل أحد بما يراه الأستاذ أو الحاكم، فمن الناس من يكون تأديبه بالعقوبة، ومنهم من يؤدبه بالقول الغليظ، ومنهم من يؤدبه بالإعراض عنه والهجر حتى يرجع.

(قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض) طلبًا لرضا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. ولا يقال: إن هذا فيه إضاعة مال لا يجوز، بل إضاعة المال إنما كانت في عمارتها قد استهلكت، فإن المال المنفق فيها هو وبال عليه وهلاك له في عاقبته غير محترم، لكن مع هذا لا يجوز لغيره هدمه.

(فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم) لحاجة له (فلم يرها، فقال: ما فعلت القبة؟ قالوا) له أصحابه: (شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه).

فيه: أن من رأى من شيخه أو أستاذه إعراضا لم يكن يعهده قبله فيسأل أصحابه عن ذلك، فإن كان عندهم من علم أخبروه عنه؛ ليخرج عن موجبه ويتوب منه، وإن لم يكن عندهم منه شكا إليه من ذلك.

(فأخبرناه فهدمها، فقال: أما إن كل بناء) فهو (وبال على صاحبه) الوبال في الأصل الثقل والمكروه ويريد به في الحديث العذاب في


(١) "سنن ابن ماجه" (٤١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>