للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ميتهم كثرة ما كانوا يشاهدون من إجابة دعواته -صلى اللَّه عليه وسلم- وعموم بركاته وعظيم معجزاته.

قال القرطبي: روى أئمتنا في كتبهم أن رجلًا وأد ابنته ثم أسلم، فجاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فسأله أن يدعو اللَّه أن يحييها له، فانطلق معه إلى قبرها ودعا فناداها، فأحياها اللَّه تعالى فتكلمت معهما، فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أتريدين أن تنطلقي مع أبيك أو ترجعي إلى ما كنت فيه؟ " فاختارت الرجوع إلى قبرها (١).

(فقال: استغفروا لصاحبكم) فيه الدعاء والاستغفار لمن بلغه موت صاحبه، وأمر أصحابه وجماعته بالاستغفار له ولو مات مطعونًا أو مبطونًا أو مسمومًا.

(ثم قال: إن نفزا من الجن أسلموا بالمدينة) وكذا بغيرها.

قال القرطبي: فيلزم التسوية بينها وبين غيرها في المنع من قتل الحيات إلا بعد الإذن. قال: ولا يفهم من هذا الحديث أن هذا الجان الذي قتله الفتى كان مسلمًا، وأن الجن قتلته به قصاصًا؛ لأن القصاص لا يكون إلا في العمد المحض، وهذا الفتى لم يقصد ولا تعمد قتل نفس مسلمة، إذ لم يكن عنده علم من ذلك، وإنما قصد قتل ما شرع له قتل نوعه شرعًا، وهذا قتل خطأ؛ فلا قصاص (٢).

وكان النفر الذين أسلموا سبعة أو تسعة من جن نصيبين، ثم تتابعوا في الإسلام.


(١) "المفهم" ٥/ ٥٣٧.
(٢) "المفهم" ٥/ ٥٣٧ - ٥٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>