للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ) أي: أهْدَى إلى الله عزَّ وجلَّ كما [يُهدى القربَان] (١) إلى بَيْت الله الحَرَام (بَقَرَةً) والبدَنة والبقرة يقعَان عَلى الذكر والأنثى باتفاقهم، والهَاء فيه للوحدة كقمحة وشعيرة ونحوهما من أفراد الجنس، سميت بقرة؛ لأنها تبقر الأرض أي: تشقها بالحَراثة، ومنهُ سمُي محَمد البَاقِر لأنه بَقَرَ العلم ودَخَل فيه مَدْخَلًا بَليغًا ووصل منه غاية مرضية، وظاهِرُه يحتجُّ به عَطاء في أن البَدَنة مِنَ الإبِل وهي خلَاف البَقرة (٢) ومَالك يَرى البَقر من البدن (٣)، وتظهَر فائدَة هذا فيمَن نذر بَدَنة ببَلد لا يُوجَد فيه إلا البقر.

(وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشَا أَقْرَنَ) وَصَفه بالأقرن؛ لأنه أكمل وأحسَن صُورَة، ولأن قرنه ينتفع به، ومن جَاء في أوَّل سَاعة من هذِه السَّاعَات يشترك هوَ ومن جَاء في آخِرهَا في تحصيل أصل (٤) البَدنة أو البقرة أو الكَبش لكن بدنة الأول (٥) وبقرته وكبشه أكمل وأحسَن ممَّن (٦)


(١) في (م): تهدى القربات.
(٢) المروي عن عطاء رحمه الله، أنَ البدنة هي البقرة والبعير. وأما ما ورد هنا فهو مروي عن مجاهد رحمه الله. انظر الأثرين في "مصنف ابن أبي شيبة" (١٤٨٧٢، ١٤٨٧٤).
وقال الحافظ في "الفتح" ٢/ ٤٢٦ - ٤٢٧: وقال الأزهري في "شرح ألفاظ المختصر": البدنة لا تكون إلا من الإبل، وصح ذلك عن عطاء، وأما الهدي فمن الإبل والبقر والغنم هذا لفظه وحكى النووي عنه أنه قال: البدنة تكون من الإبل، والبقر، والغنم، وكانه خطأ نشأ عن سقط. اهـ. فبين الحافظ ابن حجر أساس هذا الخطأ بأنه ناشئ عن سقط.
(٣) "المدونة الكبرى" ١/ ٤١٢.
(٤) سقط من (ص، ل).
(٥) سقط من (ص، ل).
(٦) في (ص، س، ل): مما.

<<  <  ج: ص:  >  >>