للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[في: "لها"] (١) متَعلق بفعْل، وأما مَن يقول: إنه مُتعَلق باسْم. قال الفاكهي: فليسَ من هذا البَاب لكَونهما مُفردين.

(الطَّعَامَ) المرادُ بالطعَام هنا مَا عَدَا اللبَن الذي يرتضعهُ (٢) والتمر الذي يُحَنَّك به، والعَسَل الذي يلعَقه للِمدَاوَاة وغَيرها، وأطلق النوَوي في "الروضة" تبعًا للرافعي: أنه لم يُطعم ولم يشرب غَير اللبَن (٣)، وقال في "نكت التنبيه" المراد أنه لم يَأكل غَير اللبَن وغَير ما يحنك بهِ ومَا أشبَهَهُ (٤)، وحمل مُوَفق الدين الحَموي في "شرح التنبيه" قولهُ لمْ يأكل عَلى ظاهِرِهِ، فقال مَعناهُ: لم يَستقل بجعل الطعَام في فيه، والأول أظهر، وبه جَزمَ مُوَفق الدين بن قدامة وغَيره (٥).

وقال ابن التين: يحتمل أنهَا أرَادت أنه لم يقوت (٦) بالطعَام، و (٧) لم يسَتغن عَن الرضَاع ويحتمل أنهَا إنما جَاءت به عندَ ولادَته ليحنكهُ - صلى الله عليه وسلم - فَيُحْمَل (٨) النفي عَلَى عمومه (٩).

(فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: وَضعه إن قلنا إنه كان كما ولد ويحتمل


(١) من (د).
(٢) في (م): يضعه.
(٣) "روضة الطالبين" ١/ ٣١.
(٤) قول النووي في "نكت التنبيه" مشابه لقوله في "الروضة"، وإنما قال ما نقله المصنف عنه في "تهذيب الأسماء واللغات" ٢/ ٤٣٢.
(٥) "فتح الباري" ١/ ٣٩٠.
(٦) في "الفتح": يَتَقَوَّتْ.
(٧) زاد في (م): لو.
(٨) في (ص): فيحتمل.
(٩) "فتح الباري" ١/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>