للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا الوقت الظُهر وآخَرٌ العَصْر صَحت صَلاتهما؛ لأن هذا الوقت يَصْلحُ للصَّلاتَين (١).

(وَصَلَى بِيَ المَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) يَعْني: بعد غرُوب الشمس؛ لأنَّ الصَّائم يفطر في هذا الوَقت، والمراد أنه ابتدأ (٢) في صَلاة المغرب حين يفطر الصَّائم، وفي هذا أنهُ كانَ من المعَلوم عندهم أن الصَّائم يفطر عقب غروب الشمس، ويؤخذ من هذا أن الصَّائم يفطر عقب الغروب قَبل صَلاة المغرب، وَيدل على ذلك مَا رَوَاهُ أبُو يعلى والبَزار عن أنس بن مَالك قال: مَا رَأيتُ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قط صَلى (٣) المغرب حَتى [يفطر ولو] (٤) على شيء يسير من ماء (٥)، ورَجَال أبي يعلى رجَال الصَحيح، فهذا الحديث يَدُل على فطر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قَبل الصَّلاة، والحَديث الذي ذكرهُ المصَنف رحمه الله يَدُل على أن الصحَابة كانوا يَفطرون عَقب الغرُوب يَعْني: قَبل الصَّلاة.

(وَصَلَّى بِيَ العِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ) وهوَ الحُمرة مِن غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة، فإذا ذَهَبَ [قيل: غاب] (٦) الشفق كما في الحَديث حَكاهُ الخَليل (٧)، وقَال الفَرَّاء: سَمعتُ بَعْض العَرب يَقول


(١) انظر: "المغني" ٢/ ١٤.
(٢) في (ص): اقتدا.
(٣) زاد في (د، م): صلاة.
(٤) في (د): يفطروا.
(٥) "مسند أبي يعلى" (٣٧٩٢)، و"مسند البزار" (٧١٢٧)، وصححه ابن خزيمة (٢٠٦٣)، وابن حبان (٣٥٠٤).
(٦) في (ص، س): قبل غياب. والمثبت من (د، م، ل).
(٧) "العين" (شفق).

<<  <  ج: ص:  >  >>