للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَلَمَّا كَانَ الغَد) والغد اليَوم الذي يَأتي بعد يَومك، وأصله غدو بُسكون الدَال مثل فَلْس لكن حُذفت لام الكلمة، وجُعلت الدَال حَرف إعْرابه. (صَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ) أي: ظل (١) الشيء.

(مِثْلَهُ) أي: سِوى ظل استواء الشمس الموجُود عنده.

(وَصَلَّى بِيَ العَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ) ظل الشيء.

(مِثْلَيهِ) بعد ظل الاستواء أخذا بظاهِر هذا الحَديث مَعَ قَولهِ في آخِره "الوقت مَا بَينَ هَذين" (٢) أن وقت العَصْر يخرج بمَصير الظل مثليه: قاله (٣) الإصْطخري (٤) لكن دَل الحَديث الصحيح في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرَك رَكعَة مِنَ العَصْر قَبل أن تغرب الشمس فقد أدرَكَ العَصْر" (٥) على أن وقت العَصر يمتَد إلى غروب الشمس فوَجَبَ اعتماد الزيَادَة في هذا الحَديث لتأخر (٦) وقته؛ ولأنه أصح مِن حَديث جبريل [وكان حديث جبريل] (٧) هنَا بَيَانًا لوَقت الاختيار جَمعًا بَيْن الحَديثين.

(وَصَلَّى بِيَ المَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) عْني: بَعْد غُروب الشمس اسْتدَل بهذا الحَديث وإقامته صَلاة المغرب في وقت واحد مِنَ اليَوْمَين جَميعًا أن وقتها لا يمتَد إلى مَغيب الشفق الأحمر، ويَشهد لهُ اتفاق


(١) من (د، م).
(٢) في (ص، س، ل): هذه.
(٣) زيادة يقتضيها السياق.
(٤) "الحاوي الكبير" ٢/ ١٨.
(٥) أخرجه البخاري (٥٧٩)، ومسلم (٦٠٧) (١٦٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وسيأتي تخريجه عند الكلام عليه.
(٦) في (ص): يتأخر.
(٧) من (د، س، م، ل).

<<  <  ج: ص:  >  >>