للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينجع فيه الطَلب إلا ممن أذنَ لهُ فيه واستدل بحَديث الشفاعَة (١) حَيث اعتذر الأنبياء كلهمُ سَوى نبينَا - صلى الله عليه وسلم - لكونه أذن لهُ في ذلك (٢).

(مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ) أي: من سعة انتشارهَا وتنفسها ومنهُ مكان أفيح أي: متسع وظاهره أن مثار وَهج الحرِّ في الأرض من فيحَ جَهَنم في الأرض حَقيقة، وقيل: هو من مجاز التشبيه (٣) أي: كأنهُ نار جَهَنم في (٤) الحَر، والأول أولى، ويؤَيدهُ حَديث الصَّحيحين (٥) "اشتكت النار إلى ربها، فأذِنَ لهَا بنَفَسَين" (٦). وهذا على القَول بأن جَهَنم تَحت الأرض.

(فَإِذَا اشْتَدَّ) أصله اشتدد بوَزن افتعَل من الشدة ثم أدغمت أحدَى الدالين في الأخرى ومفهُوم (٧) الصفة أن (الحر) إذا لم يشتد لا يشرع (٨) الإبراد وكذَا لا يشرع في البرد من بَاب أولى، ويحتمل أن يأتي مِنَ جُمَلِ (٩) التعليل للإبرَاد: دَفع المشقة لكونها حَالة تسلب الخشوع أن تؤخر الصَّلاة لشدة البرَد كما في صلاة الصُبح في وقت السَّحر، فإنه يَأتي في الشتاء وقت السَّحر زَمهرير يشق مَعَهُ الذهَاب إلى المَسْجد لحُضور الجماعة، ولهذا سوّوا بين شدة الحر والبَرْد في ترك الجماعة والجُمعَة ليلًا كانَ أو نَهارًا، وكذَا يأتي في التعليل بأنها سَاعة ينتشر فيهَا العَذاب، فإن شدة البرد من فيح جَهَنم كما في الحديث


(١) في (د، س، م، ل): الساعة.
(٢) "فتح الباري" ٢/ ١٧.
(٣) في (د): السببية.
(٤) من (ل)، "فتح الباري".
(٥) في (ص، س، ل): الصحيح.
(٦) "صحيح البخاري" (٥٣٧)، و"صحيح مسلم" (٦١٧) (١٨٥).
(٧) وفي (م): ومفهم.
(٨) سقط من (م). وفي (د): يمتنع.
(٩) من (ل).

<<  <  ج: ص:  >  >>