للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوسْطى بَدَل الكل مِنَ الكل والمعْرفة مِنَ المعْرفَة استدل به على أن الصَّلاة الوسطى هي صَلاة العَصْرِ وهوَ الأصَح لصَراحَة هذا الحَديث وغَيره. وهذا الحَدِيث رَوَاهُ البخاري في التفسير (١) وغزوَة الخندَق (٢) وهوَ مَذهَب أحمد (٣) والصَّحيح مِن مَذهَب أبي حَنيفة (٤).

ثانيها: أنها الصبح نَص عليه الشافعي في "الأم" (٥) وهوَ مذهب (٦) جَماعَات، وَوَقع هذا الحبس عن الصَّلاة قَبل نزُول صَلاة الخَوف، وذَهَبَ زَيد بن ثابت إلى أن الصَّلاة الوسْطَى صَلاة الظُهر (٧)؛ لأن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُصَلي بالهَجير فَلا يَكون وراءه إلا القليل، وذَلك أن الناس في قائلتهم وتجارَتهم فَلَما كانت أثقل الصَّلوَات عَلَيهْم أنزلَ الله تعَالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (٨) وسُميتْ وسْطَى؛ لأنهَا بَيْنَ الفَجر والعَصْر وهي روَاية عن أبي حنيفة (٩). وقيل: هما وسْطيان وسطى القرآن الصُبح، ووسطى السُنة العَصْر، وهذا الحَديث الذي نزلت الآية بسَبَبه يَدُل على أن وسطى القرآن الظهر إن


(١) "صحيح البخاري" (٤٥٣٣).
(٢) "صحيح البخاري" (٤٠١١).
(٣) انظر: "الإنصاف" ١/ ٣٠٥.
(٤) انظر: "المبسوط " ١/ ٢٨٨.
(٥) "اختلاف الحديث" المطبوع مع "الأم" ٩/ ٥٨٨.
(٦) في (د): مذهبه.
(٧) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" ١/ ٥٧٧ (٢٢٠٠)، وابن أبي شيبة ٥/ ٥٢٠ (٨٧٠٧).
(٨) البقرة: ٢٣٨.
(٩) انظر: "أحكام القرآن" للجصاص ٢/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>