للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإقَامَة سِوَى لفظ التكبير وكلمَتي الإقامَة، وفي دوام (١) أبي محذورة وأولاده علي الترجيع في الأذان وإفراد الإقامة ما يؤذن بضعف من روى تثنية الإقامة (٢) كما في هذا الحَديث، فلما لم يختلف حديث أبي محذورة في الأذان أخذنا به فيه (٣)، ولما اختلف في الإقامة أخذنا بإفرادهَا أخذًا بالحَديث الثابت في الصَّحيحين (٤)، وحَديث ابن عُمرَ الصَّحِيح الآتي بعد حَدِيث أنَس.

قال (٥): (وَقَال عَبْدُ الرَّزَّاقِ) في رَوايته: (وَإذَا أَقَمْتَ الصَّلاةَ فَقُلْهَا مَرَّتَينِ) يعني: (قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ) والمعَنى: في تثنيَة لفظ الإقامة دون بقيةَ ألفاظهَا؛ لأنهَا المصَرحة بالمقصُود. (أَسَمِعْتَ؟ ) فيه تثبت للسَّامع ليحقق مَا سَمِعَهُ.

(قَال: فَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ لا يَجُز نَاصِيَتَهُ) اعلَم أن قول أهْل اللغَة النزعتان هما البَيَاضَان اللذان يكتنفان الناصِيَة، والقَفا مؤُخَّر الرأس، والجانبان ما بين النزعتين والقفا، والوَسَط مَا أحَاطَ به ذلكَ. وتسميتهم كل مَوضع باسْمٍ يخصه كالصريح في أن الناصِيَة شعر مقدم الرأس، ويشكل عَلى هذا تقدير أبي حنيفة الناصية بربع الرأس (٦). ومنع أبي محذورَة من جَزِّ ناصيته.


(١) في (ص، س): رواية.
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" ١/ ٤١٨.
(٣) من (م).
(٤) "صحيح البخاري" (٦٠٥)، "صحيح مسلم" (٣٧٨) (٢) من حديث أنس.
(٥) من (م).
(٦) "بداية المبتدي" ١/ ٣، و"الهداية شرح البداية" ١/ ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>