للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَاريَة له في ناس من المُسلمين لم يملكوا أنفسهم فأتى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فاعتذر إليه فذكر نحوه (١).

(فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرَادَ الطَّعَامَ فَقَالوا: حَتَّى نُسَخِّنَ لَكَ شَيْئًا) فيه أنَّ أكل الطعَام السخن قَليلًا أو المسخن (٢) أولى مِنَ البَارد، خصوصًا إن كان في الأوقات البَاردة، فيه خدمة أهْل الصَّلاح وعرض مَا فيه رفق بهم علَيهم قبل أن يقعد (٣).

(فَنَامَ) قبلَ أن يَأكل (فَلَمَّا أَصْبَحُوا) ذكرُوا ذلك للنَّبِي - صلى الله عليه وسلم - و (أُنْزِلَتْ عَلَيهِ هذِه الآيَةُ {أُحِلَّ}) أي: أحل اللهُ ({لَكُمْ}) ولفظة أحِلَّ تقتضي أنه كانَ محرَّمًا قبلَ ذلك ثم نسخ {لَيْلَةَ الصِّيَامِ}) نَصب ليلة عَلى الظرف وهي اسم جنس فلذلك أفردت {الرَّفَثُ}) كنَاية عَن الجماع؛ لأن الله كريم يكني قاله ابن عَباس والسُّدي وغَيرهما (٤)، وَقال الأزهري، والزَّجَّاج: الرفث كلمة جَامعة لكل مَا يُريدهُ الرجُل من امرأته (٥).

وَرَوى الحَاكم في "المستدرك" من طريق زياد بن الحصين، عن أبي العَاليَة، عَن ابن عَباس - رضي الله عنهما - أنهُ تمثل بهذا البَيت وهو محْرم:

وهن يمشين بنا هميسَا ... إن تصدق الطير نَنِك لميسَا


(١) "تفسير الطبري" ٣/ ٥٠٢.
(٢) في (ص): السخن. والمثبت من (م).
(٣) في (ل، م): كلمة غير واضحة كانها يثقل أو ينقل. وفي (س): يفعل.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٤٨٧ - ٤٨٨.
(٥) "تهذيب اللغة" ٥/ ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>