للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والسَّلام ({فَلَنُوَلِّيَنَّكَ}) فَلَنُعْطِيَنَّكَ ولنمكننك من استقبالها، من قولكَ: وَلَّيتُهُ كذَا إذَا جَعَلتهُ واليًا ({قِبْلَةً تَرْضَاهَا}) تحبُّهَا وتَميلُ إِليهَا لما أضمرته وَوَافقت مَشِيئة الله تعالى ({فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ}) أي: نحوه. قال الشاعر:

[وَأظعَن بالقوم شطرَ الملوك] (١)

أي: أسير بهم نحو الملوك، وشطر منصوبٌ عَلى الظرف أي: تلقاء المَسْجِد، وذكر المسْجِد دون الكعبة دَليل على أن الواجب مُرَاعَاة [الجهة دُون العين] (٢).

({الْحَرَامِ}) سُمِّيَ بذلك؛ لأنه يحرُم انتهاك حرمته بمَا يفعَل فيه مِنَ المحَرمات. ({وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ}) حَيث ظرف (٣) فولوا وجوهكم وإن جعَلهَا (٤) شرط انتصبَ بكنتم؛ لأنهُ مَجزُوم بهَا وَهي منصوبة ({فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}) لا خلاف بَيْنَ العُلماء أن الكعبة قبلة كل أفق، وَأَنَّ مَن عَاينهَا فُرِضَ عَلَيْه اسْتقبالهَا، وإن عَلى كل من غابَ عَنها أن يَستقبل ناحيتها وتلقاءهَا فإن خَفيَت عَلَيْه، فعَلَيه أن يَسْتَدِلَّ بِكل مَا يمكنه منَ النجوم والرياح والجِبَال وَغَير ذلك.

(فَوَجَّهَهُ اللهُ تَعَالى إِلَى الكَعْبَةِ. وَتَمَّ حَدِيثُهُ) أي: روَاية ابن المثنى (وَسَمَّى نَصْرٌ) ابن المهَاجر (صَاحِبَ الرُّؤْيَا قَال: فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بن [زيد


(١) في (س): وأطعم بالقوم ينظرون الملوك.
(٢) في (ص): الجمعة دون المسجد.
(٣) سقط من هنا في (س) إلى ما قبل نهاية الباب ببضعة عشر سطرًا.
(٤) في (ل، م): جعلتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>