للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه فقد ناسًا في بعض الصلوات فقال: "لقد هممت" (١)، فأفاد ذكر سبب الحديث.

(أن آمر فتيتي) بكسر الفاء جمع فتى، جمع قلة، وفي الكثرة فتيان، وهي رواية ابن حبان وغيره، والأصل فيه أن يقال للشاب الحدث فتى، ثم استعير للعبد وإن كان شيخًا، والأول الأصل، وهو المراد هنا، وفي هذا أن الأمور المهمة التي تحتاج إلى قوة ونشاط خصوصًا إن كانت ليلًا يجهر فيها الشباب الأقوياء دون الشيوخ.

(فيجمعوا حزمًا من حطب) رواية "الموطأ": "أن آمر بحطب فيحطب" (٢). وهي رواية البخاري (٣) (٤). ومعنى يحطب أن يكسر ليسهل اشتعال النار به.

(ثم آتي قومًا يصلون في بيوتهم) فيه دلالة على أن هذا الحديث في المسلمين المنافقين نفاق معصية لا نفاق كفر؛ لأن المنافق الكافر لا يصلي في بيته إنما يصلي في المسجد رياء وسمعة، ويدل على هذا ما في الحديث "لولا ما في البيوت من النساء والذرية" (٥) لأنهم ما (٦) كانوا كفارًا؛ لأن تحريق بيت الكافر إذا تعين طريقًا إلى الغلبة عليه لم يمنع ذلك وجود النساء والذرية في البيوت.


(١) "صحيح مسلم" (٦٥١) (٢٥١) من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
(٢) "الموطأ" ١/ ١٢٩.
(٣) "صحيح البخاري" (٦٤٤).
(٤) في (م): للبخاري.
(٥) سبق تخريجه.
(٦) في النسخ: لو. والمثبت الأنسب للسياق، وانظر: "الفتح" ٢/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>