للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الباء قد جاءت للسببية (١) والتعليل، كقوله تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} (٢) {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} (٣) {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} (٤) فكأنه يقول: هذِه الزيادة المذكورة بسبب (٥) كيت وكيت، وإذا كان كذلك فما رتب على أسباب متعددة لا يوجد بوجود بعضها إلا إذا دل الدليل على إلغاء ما ليس معتبرًا منها، أو ليس مقصودًا لذاته، وهذِه المعاني التي في الحديث معقولة المعنى مناسبة، فالأخذ بها متوجه.

(فَأَحْسَنَ الوضُوءَ) أي: أتى به كاملًا بسننه وشرائطه وآدابه، ولا شك أن هذا على الغالب، وإلا فالغسل (٦) مراد كالوضوء (وَأَتَى المَسْجِدَ) المسجد وصف معتبر فلا يصح إلغاؤه، ويشبه أن يكون المصلي لصلاة (٧) الجنازة في معناه.

(لا يُرِيدُ) بخروجه (إِلَّا الصَّلاة) أي: قصد الصلاة في الجماعة، واللام فيها للعهد الذهني، وفيه الإخلاص في العبادة بأن لا يريد مع الخروج تجارة ولا شغلا آخر، فليس من خرج له فقط كمن خرج له ولغيره، لكن قد يلحق بالصلاة ما في معناها مما فيه إظهار شعار

الإسلام كالعمرة والأذان (٨) ونحوهما.


(١) من (ل، م)، وفي بقية النسخ: للتشبيه.
(٢) العنكبوت: ٤٠.
(٣) النساء: ١٦٠.
(٤) البقرة: ٥٤.
(٥) في (ص): ليست.
(٦) في (م): بالغسل.
(٧) في (ص): بصلاة.
(٨) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>